Get Mystery Box with random crypto!

كلّ نمط من التديّن السطحي هو ضربٌ من عبادة الأوثان! التصوّر | علي‌رضا بناهیان

كلّ نمط من التديّن السطحي هو ضربٌ من عبادة الأوثان!

التصوّرات الباطلة عن الدين وإصلاحها في رسالة أمير المؤمنين(ع) وكلامه | م4 (القسم الأول)

التمسّك بقشور حكمٍ أخلاقي قد يكون أحيانًا ضربًا من عبادة الأصنام!
قضيّة عبادة الأصنام المذكورة في القرآن الكريم هي – في واقع الأمر – الكيفيّة الخاطئة لعبادة لله تعالى.
ما هي الميول الداخلية التي تدفع الناس إلى تحريف الدين؟

علي رضا بناهیان

لا ينبغي أن نحصر عبادة الأوثان في بضع أعمال ظاهريّة، فإنّ ظاهرة عبادة الأوثان موجودة في زماننا أيضًا. قضيّة عبادة الأصنام المذكورة في القرآن الكريم هي – في واقع الأمر – الكيفيّة الخاطئة لعبادة لله تعالى.

بعد أن عبرَ بنو إسرائيل نهرَ النيل صادفوا في طريقهم قومًا يعبدون الأصنام فقالوا لموسى: اجعل لنا نحن أيضًا إلهًا مثلهم! (وَجاوَزْنا بِبَني‏ إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى‏ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى‏ أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهًا كَما لَهُمْ آلِهَة) (الأعراف/ الآية138). في الحقيقة إنّهم لم يريدوا ترك عبادة الله، بل أرادوا التدخّل في طريقة عبادته تعالى.

في القرآن الكريم ينهى الله تعالى نبيّه الكريم(ص) حوالي اثنَي عشر مرّة عن اتّباع أهواء الناس أو تدخّلاتهم بالدين؛ يقول تعالى: (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُم) (المائدة/ الآيتان48-49، والشورى/ الآية15).

قضيّة التدخّل في كيفيّة التديّن قضيّة قديمة وتاريخيّة، وأوّل من مارسَها هو إبليس حين قال لربّه: "عوضًا عن سجودي لآدم أنا مستعد لأن أُصلّي لك صلاةً وأعبدك عبادةً لم يعبُدك أحدٌ بها من قبل!" فقال له الله: "أريدك أن تعبدني كما أريد أنا، لا كما تريد أنت!"؛ عن الإمام الصادق(ع): «...فقال إبليس: يا رب اعفِني من السجود لآدم(ع) وأنا أعبُدك عبادةً لم يعبُدكَها مَلَكٌ مقرَّب ولا نبيّ مُرسَل. قال الله تبارك وتعالى: لا حاجة لي إلى عبادتك، إنّما أُريدُ أن أُعبَدَ مِن حيثُ أُريدُ لا مِن حيثُ تُريد» (تفسير القمي/ ج1/ ص42).

الديانات التي نصنعها نحن لأنفسها انطلاقًا من أهوائنا ونزواتنا تكون ذات هيكليّات "جامدة"، أي إنّها مجرَّدة عن التحرّك والمرونة اللذَين يحتاجهما التديّن عند الاختبارات الإلهيّة.

لا ينبغي أن نحصر عمليّة تحريف الدين بعد النبي(ص) في بضع أشخاص وبعض الأحكام الشرعيّة، فلو نظرنا نظرة عميقة إلى عملية التغيير والتحريف في الدين وأجرينا بعض التحليلات النفسيّة لرأينا أنّ هذا التوجُّه موجود بيننا نحن الشيعة أيضًا! علينا أن نكتشف ما هي الميول الداخلية التي تدفع الناس إلى مثل هذا التغيير والتحريف في الدين؟

بهدف مواجهةِ التيّار الذي يعمل على تحريفِ الدين قدَّمَ سماحةُ الإمام الخميني الراحل(ره) تعريفين للإسلام هما: "الإسلام الأصيل" و"الإسلام الأمريكي"؛ فحين يوضّح سماحته خصوصيّات الإسلام الأمريكي فكأنّه يقدّم تحليلًا سايكولوجيًّا لعمليّة تحريف الدين التي جرَتْ بعد رسول الله(ص).



المكان: برنامج "شهري"، القناة الثالثة في التلفزيون الإيراني
الزمان: سحر الرابع من شهر رمضان المبارك1444 - 26/ آذار/ 2023

@PanahianAR