Get Mystery Box with random crypto!

إصلاح التصوّرات الباطلة عن الدين في رسالة أمير المؤمنين(ع) وكل | علي‌رضا بناهیان

إصلاح التصوّرات الباطلة عن الدين في رسالة أمير المؤمنين(ع) وكلامه | م4 (القسم الثاني)

"السامِريّون" في أمّة رسول الله(ص) عادةً ما يكونون أخلاقيّين، مثل الحسَن البصري.
يريد البعض التدخّل في طريقة التديّن وعبادة الله بالضبط كما كان يفعل بنو إسرائيل.


علي رضا بناهیان

من أجل ماذا طالَبَ بنو إسرائيل بصنم؟ الصنم هو رمزٌ للتديّن الظاهريّ السطحيّ. بنو إسرائيل لم يريدوا أن ينبذوا الله تعالى جانبًا، لكنّ الرموز الظاهريّة كانت تحظى عندهم بأهمّيّة كبرى، وهذا هو أحد أسباب عبادة الأوثان؛ مَنطق هؤلاء هو: "نريد شيئًا نراه بأعيننا!" أي يريدون أن يلمسوه ويحسّوه.

حين يعتنق الشخص "المذهبَ الحسّي" لا يعود من أهل التفكير العميق، وحين تتغلّب "الحسّيّة" على الإنسان فلن يكون ذا قابليّة على التحليل والتعمّق في القضايا. وحين تقع هذه الرموز في يد أصحاب السلطة فإنّهم يجُرّون الناس إلى صفّهم، ويصبح الناس بذلك سطحيّين.

فإن لم يتّخذ الإنسان صنمًا، بل اتّخذَ حُكمًا إلهيًّا معيَّنًا وتمسّك بقشوره، أو اتّخذَ حُكمًا أخلاقيًّا وتشبّث بظاهره، فإنّ هذه الحالة هي صورة أخرى من صوَر "الوثنيّة".

إنّ الوثنيّة، في الواقع، هي ذلك التديّن المشوَّه والمحرَّف، وإنّ الوثنيّة في عصرنا متفَشّية. فلو تمسّك الناس بظاهر القرآن ولم يتوغّلوا إلى أعماقه فستكون النتيجة أن يجعلوا القرآن في مواجهة أمير الؤمنين(ع)؛ أي إنّهم تمسّكوا بالرمز الظاهر للدين وتركوا باطنه.

"السامري" هو الرجل الذي جعل بني إسرائيل يعبدون العجل بعد كلّ ما شاهدوه من المعجزات! ويؤكّد النبي المصطفى(ص) أنّه ثمّة في أمّته قوم على دين السامري، إمامهم أبو موسى الأشعري، وشعارهم: "لا قتال"؛ أي: لا للحرب والصراع! «وفِرقَةٌ مُدَهدَهَةٌ على مِلَّةِ السّامِريّ لا يقولون: لا مِساسَ، لكنّهُم يقولون: لا قِتالَ» (الأمالي للمفيد/ ص30).

وعادة ما يكون سامرِيّو أمّةِ رسول الله(ص) من أهل الأخلاق، وإنّ من الأشخاص الذين تصنّفُهم الروايات ضمن سامريّي أمّة النبي(ص) هو "الحسن البصري".

ذات يوم شاهد الإمام علي(ع) الحسنَ البصري يصُبّ ماءً كثيرًا على أعضائه أثناء الوضوء فنبّهه إلى أنّه يُسرف كثيرًا في إراقة الماء، فكان جواب الحسن البصري له: أنتَ أسرفتَ أكثر في دماء المسلمين التي أرَقْتَها! «رُوِي عنه أنّ عليًّا(ع) رآه وهو يتوضّأ للصلاة وكان ذا وسوسة فصَبّ على أعضائه ماءً كثيرًا، فقال له(ع): أَرَقْتَ ماءً كثيرًا يا حسن! فقال: ما أراقَ‏ أميرُ المؤمنينَ مِن دِماءِ المسلمينَ‏ أكثر» (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ ج4/ ص95).



المكان: برنامج "شهري"، القناة الثالثة في التلفزيون الإيراني
الزمان: سحر الرابع من شهر رمضان المبارك1444 - 26/ آذار/ 2023

@PanahianAR