2020-02-09 21:04:40
لكنه أكرم.!
حاولت أن أتخيل مرة -ويا لهول ما رأيت- أنه لا يوجد في ديننا أي عمل مستحب! وأنه ليس إلا الواجبات وحسب!
كان أمرا قاسيا، تخيل أن تخرج من صلاة الفجر ثم تنتظر سبع ساعات ليأتي موعد الحسنة التالية: صلاة الظهر، ثم لربما صليت الظهر بسرحان وشتات بال ولم تنتبه إلا مع التسليمة الثانية، وحينها ليس أمامك إلا أن تتكئ بذقنك على كفك منتظرًا الصلاة القادمة، فلا أذكار بعد الصلاة ولا نافلة تجبر سرحانك.
يا للهول.. ساعات تمر فيها ألف فرصة للمعصية وليس فيها فرصة لحسنة.
تخيل أن ملك الحسنات يتوقف عن الكتابة عند: (السلام عليكم ورحمة الله)، تخيل أنه لا يمكن أن يكتب شيئًا قبل الصلاة القادمة، إلا أن يتداركك الله بطلب لوالدتك فتلبيه أو منكر تراه فتغيره بما استطعت، ثم لا يتحرك قلم الملك إلا عند الفريضة القادمة.
ماذا عن مالك؟ ماذا لو أردت استثمار ما لا تحتاجه منه؟ بل ماذا لو بلغ من نبلك أن تؤثر غيرك بلقمة يومك؟ ليس لذلك من سبيل إلا أن تجمع أربعين ضعفًا للمبلغ الذي تريد أن تتصدق به وحينها يقبل منك، ثم لا تستطيع تكرار ذلك إلا في العام القادم.
ماذا لو قصرت في صيامك؟ ماذا لو خدشت حجة العمر بشيء من الجدال والخصام؟
تخيل الحياة بدون النوافل، أزقةٌ لا أحد يميط عن وجهها الأذى، رمضانٌ بلا تراويح، مجتمعٌ قفرٌ من المشاريع الخيرية، الثلث الأخير يفتقد رهبانه
لا اثنين ولا خميس، لا قيراط جنازة، لا بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء..
ما العيد بلا تكبيراته؟ ما الصبح بلا تسبيحاته؟ ما مجالسنا لولا السلام وطيب الكلام؟
الله أرحم من أن نعيش هذا
الجفاف، الله أكرم من أن يضع حدًا أعلى للحسنات، لكن الظلوم الجهول هو من يفعل ذلك حينما يُفلت الحسنة تلو الحسنة قائلًا: "
تراها سنة".!
5.9K views18:04