إن في فسحة التسبيح وآيات العظمة والبدائع التي ينثلها القرآن لأنسٌ للقلب المضنى، وإن في قصصه والغوص فيها وتمثل مواقفها لسلوةٌ لمن دكت رحى أضلعه قلبه.
أيُّ ثباتٍ يجده المعتضد بدينه حينما يرى سفينة نوح تشمخ على جبال الأمواج.. ومن حولها تطفو جثث الساخرين بالأمس؟
أيُّ أملٍ يتنفسه ذلك الحائر بين خيارات الحياة وهو يقرأ منن الله على موسى.. بعدما دعاه: ﴿عسى ربي أن يهديني سواء السبيل﴾،
أيُّ عزاءٍ يجده المكلوم حينما تقص عليه سورة آل عمران قصة أحد.. فينفعل معها آيةً آيةً.. حتى تصل به رحلة الشعور إلى حال الصحابة لما سمعوا بموت النبي ﷺ: ﴿وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل﴾،
أيُّ انشراحٍ يدب في صدر المكتئب حينما يتناسى أفكاره السوداء ويغرق في نور القرآن؟ حينما يتجاهل السياق الذي كان يفكر فيه ويسير في سياق الحقائق الحاكمة والبشائر الأكيدة.!
لقد أخطؤوا حينما قالوا إن الكلام وحده لا يكفي.. لم يجربوا القرآن