2021-06-24 22:49:47
في العام ١٩٩٥ تدهور الوضع الإنساني في العراق إلى حد لا يمكن تصوره نتيجة العقوبات الأمريكية على الشعب العراقي ورفض صدام كل ما كان يقبله لاحقا بشروط أقسى.
سمح مجلس الأمن للعراق وضمن برنامج "النفط مقابل الغذاء" ببيع نفط بقيمة مليار دولار كل ٣ أشهر.
هذه المليار دولار يدفع العراق ٣٠٪ منها تعويضات الكويت.
٤٪ منها يدفع تكاليف مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة.
١٣٪ تخصص للمحافظات الشمالية تصرف تحت إدارة الأمم المتحدة كبديل عن الحكومة العراقية في المنطقة الكردية.
تبقى ٥٣٪ لتصرف الحكومة وتحت مراقبة دولية مشددة .
يقدم العراق قائمة بما يحتاجه من مشتريات الى لجنة تتألف من ١٥ عضوا، عضو واحد اذا رفض سلعة واحدة بحجة إمكانية استخدامها في انتاج سلاح، يتم الغاء هذه المادة.
وطبعا العراق طبع عملة بدون غطاء مما أدى الى تضخم وتعرفون الكليشة المملة الدينار كان ٣.٣ دولار صار الدولار ٢٠٠٠ دينار.
العقوبات على العراق هي أقسى عقوبات في التاريخ، في الحقيقة ما كانت العقوبات الدولية فعّالة ومؤثرة قبل العام ١٩٩١ وانهيار الاتحاد السوفيتي، فقبل التسعينات كان عداء الولايات المتحدة يعني الوقوف في صف قوة مكافئة هي الاتحاد السوفيتي وكذلك العكس، لكن بعد انتهاء الحرب الباردة وسيطرة معسكر القطب الواحد، كانت الولايات المتحدة قد قررت أن تستعرض قوتها للعالم كله من خلال العراق.
صار العراق هو الضحية الذي يتم من خلاله إعطاء درس للعالم كله..
هذا ما سيحصل لأي بلد قد يتمرد حتى وإن كان البلد الذي رفضت الولايات المتحدة في الثمانينات فتح قضايا استخدامه للسلاح الكيمياوي في حربه قبل سنتين.
مارست أمريكا قوتها العسكرية بكل طاقتها صادمة العالم بصواريخ كروز الدقيقة والذكية في أول استعمال لها بالإضافة لقوة أخرى تمثلت في رشوة ومساعدات وتسهيلات من البنك الدولي وغيرها للدول الفقيرة من الاعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن مقابل تصويتهم الشكلي في المجلس لصالح منحها [الولايات المتحدة] صلاحية معاقبة العراق، وعندما صوت اليمن بالضد من قرار (بالإضافة الى كوبا) تم الغاء معونة بقيمة ٧٠٠ مليون دولار كانت مقررة لليمن.
دمار البُنية التحتية للعراق كان لا يمكن تصوره، طرق وجسور، مستشفيات، كهرباء، ماء صالح للشرب، أنظمة صرف صحي وهذا أدى لظهور أمراض كانت غير موجودة في العراق، عدا تدهور الوضع الاقتصادي وهجرة الكفاءات وانتشار الجريمة.
مع كل هذا، وبنسبة ٥٣٪ من مليار دولار كل ٣ أشهر وبمراقبة مصروفات دقيقة لضمان شراء فقط ما يحافظ على الرمق الأخير من الحياة، كانت الخدمات العامة كالطرق وشبكات الصرف الصحي والكهرباء أفضل مما هي عليه اليوم بعد أن قررت الولايات المتحدة إسقاط نظام الحكم عسكريا [بعد ١٣ عاما من العقوبات التي فرضتها تجنباً للخيار العسكري] ثم رفع العقوبات ووصول العراق لبيع نفط بمبلغ ٥ مليار دولار شهريا وأُلغيت ٨٠٪ من الديون التي تراكمت مرة أخرى!
بل حتى ملف حقوق الإنسان في العراق ظل ملفاً أسودا رغم ما يوحي بالتعددية والفضاء المفتوح والفصل بين السلطات و"استقلال" القضاء..
فأي تجربة فاشلة كانت تجربة الحرية والديمقراطية؟ وأي "بوري" انضربنا !
رحم الله من قال:
الله يطيّح حظج يمريكا..
الله يطيّح حظج يمريكا..
هامش: لم ينحن فريق رياضي واحد في العالم تضامنا مع شعب جائع لمدة ١٣ سنة ولم ينطق أحد عبارة Iraqi lives matter رغم ان ما تعرض له العراقيون كان بموافقة حكومات أغلب دول العالم التي تعاقب اليوم شعوبها نفسها على جرائم فردية لا دخل لهم بها من قريب أو بعيد!
لحسن مظفر
35 views19:49