2022-05-31 23:05:32
#خطورة_نشر_الشائعات_والاكاذيب_والأخبار_لترويع
_____المسلمين
• قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبداللَّه آل فوزان حفظه اللّه :
(( والواجب على المُسلم : ألاَّ ينشر الأخبار التي فيها ترويع للمسلمين ، بل إذا علم شيئًا من ذلك فإنه يتثبت أولًا فربمَّا يكون الخبر كذبًا ، فإذا ثبت لديه ، فإنه يكتمه ، ولا يُخبر عنه ؛ لأنه يروع المسلمين ؛ لكن قد يُخبر ولاة الأمور لأجل أن يُعالجوه .
* أما عامة الناس والذين ليس لهم دخل في معالجة الأمور فلا يُخبرهم بذلك ، قال تعالى : { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ } . هذا من باب الذم ، يعني : نشروه .
{ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ } [النساء:٨٣].
فالذين يروعون الناس ، وينشرون الشائعات والأكاذيب لأجل أن يحصل في الناس خوف و رعب وقلق ويُخِلُّون بالأمن ، لئن لم ينتهوا عن هذا العمل ، قال اللَّه لنبيه صلى اللَّه عليه وسلم : { لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ } أي : لنأمرنك بمعاقبتهم ، ونسلطنك عليهم ، ونُمكننك منهم ؛ هذا تهديد لهم .
{ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا }[الأحزاب:٦٠]. يتركون البلد خوفًا من العقوبة ، ويُخلونها إذا عرفوا أنَّهم سيعاقبون فإنَّهم يفرون من البلد ، فيستريح المسلمون من شرهم .
{ مَّلْعُونِينَ } يعني : مطرودين من رحمة اللَّه سبحانه وتعالى : { أَيْنَمَا ثُقِفُوا } في أي مكان وجدوا فقد لاحقتهم لعنة اللَّه عز وجل ، لأنَّهم آذوا المسلمين ، وأرجفوا ونشروا الشر ، ومرض الشبهة والشهوة .
- فالذين يروجون الآن في الصحف والمجلات والكتابات ويُروجون أفكار الكفار ودعوات الكفار ، ويطلبون من المسلمين التنازل عن دينهم ، ويُهددون المُسلمين إذا لم يتنازلوا عن دينهم أن الكفار سيتغلبون عليهم ، وسيحصل كذا وكذا…
يرهبون الناس ، هؤلاء هم المُرجفون في الأرض حكمهم سواء { أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا }
[الأحزاب:٦١]. تلاحقهم اللعنة ، ويلاحقهم الخوف ، بدل ما خوفوا المسلمين أنزل اللَّه بهم الخوف فلا يأمنون في أي مكان ، والعياذ باللَّه.
دائمًا يخافون من القتل ، وأن ولاة المسلمين يلاحقونهم لينفذوا فيهم أمر اللَّه سبحانه وتعالى فهذا وعيد شديد لهؤلاء .
ثم قال - جل وعلا - : { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ } [الأحزاب:٦٢]. هذه سنة اللَّه في كل من فعل هذا الفعل في الأولين والآخرين ؛ أنَّهم يسلط عليهم أهل الإيمان ، ويُمكنهم اللَّه منهم فيلاحقونهم في أي مكان ويذيقونهم أشد العقوبات ، والسنة هي الطريقة ، فهذه طريقة اللَّه - جل وعلا - في عباده ؛ لأن اللَّه لا يترك أهل الشر يعيثون في الأرض فسادًا ، وينشرون الرعب والتخويف والإشاعات الباطلة ، لا يتركهم اللَّه - جل وعلا - لا في الأولين ولا في الآخرين .
{ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا } [الأحزاب:٦٢]. فهي ماضية لا تتغير في الأولين والآخرين ، فلا يقال : إن هذا شيء مضى في الأمم السابقة ؛ بل هو يحصل لهم أيضًا إلى أن تقوم الساعة ؛ لأن اللَّه يحمي دينه وأولياءه وعباده المؤمنين ، يحميهم من هؤلاء )) .
المصدر / مجموعة رسائل دعوية ومنهجية ٢ /
محاضرة تأملات في آخر سورة الأحزاب .ط. الامام احمد .ص٨٦-٨٧ .
179 views20:05