🔥 Burn Fat Fast. Discover How! 💪

شجون سالزبري كنت كثير التنقل والسفر حينما كنت أعيش في المملك | مكان !

شجون سالزبري

كنت كثير التنقل والسفر حينما كنت أعيش في المملكة المتحدة، ولا يكاد يقبل موعد نهاية الأسبوع إلا وقد حددت وجهة للسفر إليها، وفي مرة عزم الأصدقاء على مرافقتي، فأخبرتهم أنني سأذهب لسالزبري فقط لشراء قطعة معدنية قديمة للملك فيصل الأول ملك العراق، رغبةً مني في ثنيهم عن عزمهم فلم يبالوا واستأجروا لقطعتي المعدنية سيارة ورافقوني.

بالفعل اشتريت عددًا من القطع النقدية، أما أصدقائي فصُدموا أن لهذه الهواية سوق، ولازلت أذكر وجوههم المشدوهة وهم يقلبون الطوابع والأوراق النقدية، لدرجة أن أحدهم اشترى عددًا من الطوابع وهو لا يدري ماهي قيمتها الاعتبارية.

خرجنا من المحل وقررنا أن نتجول في سالزبري، فاتجهنا للكاتدرائية، ومشينا في الحي المجاور لها، حتى وصلنا لبيت جميل وكبير جدًا على غير عادة البيوت الإنجليزية، فقرأت اللوحة المعلقة على البوابة، وكان البيت لرئيس الوزراء الأسبق إدوارد هيث (توفي قبل ١٥ سنة) وكنت قد قرأت عنه في إحدى كتب غازي القصيبي وفي مذكرات زكي يماني، وشاهدت بعض مقابلاته و أعجبني هدوءه ورزانته السياسية . لدرجة أن أحمد زكي يماني وزير النفط السابق، قال أن أزمة قطع النفط عن الغرب أستثنيت منها بريطانيا لاتفاق ودي مع "هيث"


و قبل أسابيع كنت أشاهد وثائقي عن رؤساء وزراء بريطانيا، وكان الوثائقي يتحدث عن هيث تحديدًا، وقالوا وبلا مبالغة أنه خرج من الحكومة متشردًا عقب خسارته في الانتخابات ولم يكن له منزل في انتظار صرف مستحقاته فأعطاه أحد موظفيه شقته في لندن مؤقتًا حتى اشترى هذا البيت الجميل في سالزبري

تجولت كاميرا الوثائقي في منزل هيث، ووصلت للبيانو الذي كان هيث يعزف عليه، ووضع فوقه صورًا كثيرة، لكن أقربها للكاميرا صورة والدته، ومن خلفها صورة للملك فهد بن عبد العزيز لوحده. فازداد حبي له، ليس لصورة الملك، ولكن لوفائه لمن ساعد بريطانيا في أزمة قطع الإمدادات النفطية.

المبهج أن "هيث" أوصى قبل وفاته بفتح منزله بعد وفاته للزوار. والحزين أنني لم أعرف ذلك إلا حين عدت من المملكة المتحدة .