لم يهبط المصريون من السماء يومًا، لكنهم صعدوا لها رغمًا عن الجميع. بهذا أحدث نفسي عندما أشاهدهم على الشاشات وأقرأ في الكتب واستمع لموسيقاهم.
حديثي هنا ليس سردًا لتاريخ مصر؛ هو إضاءة بسيطة لطريقة التعاطي مع هذا المزيج الإنساني الجميل، الذي يشكل في مجمله وجهًا ثقافيًا مميزًا. فتمايز الفلاح و الصعيدي والبورسعيدي و السكندري، والنوبي وجميع ما ذكر في أغنية حسين الجسمي يشعرك بمقدار التنوع الرهيب في هذه البقعة
كما أن القاهرة لوحدها تحوي عددًا من المجتمعات المختلفة على أساس الطبقة الاجتماعية، والحي، والخلفية الثقافية للسكان. ناهيك عن المجتمعات المهنية كالحلاقين وسائقي التاكسي وأصحاب المقاهي وغيرهم، واختلافهم في رطائنهم ومصطلحاتهم وقوانينهم الخاصة.
مصر الإنسان، مهما بحثت وتوغلت بها فلن تنتهي، لا أقول هذا حبًا في مصر بل احترامًا لهذا الكيان العظيم الذي بث من فضائله في كل بقعة في العالم العربي.
الصورة أعلاه في زمن مصر الملكية، تحكي استضافة لمهرجان أفلام سوڤيتي، الأمر الذي يدل على دراية بقيمة التبادل الثقافي الذي كانت عليه مصر .
