Get Mystery Box with random crypto!

تجلس أمامي في المقهى سيدة بريطانية مقطبة الجبين، عاقدة الحاجب | مكان !

تجلس أمامي في المقهى سيدة بريطانية مقطبة الجبين، عاقدة الحاجبين، تبلغ في ظني السبعين من عمرها، بدينة وكأنها موظفة حكومية خرجت من الخدمة قبل عامين ولم تجد ما يشغلها. نهرت العمال على تغيير أماكن طاولات المقهى، فجاوبوها باحترام بالغ أنهم يريدون استخدام المساحة، ثم عادت لتسألهم، هل علي أن أنهض ؟ فقال أحدهم بلباقة: لو نهضتِ سنقوم بإغلاق المقهى من بعدك، فابتسمت حتى اختفت عيناها تحت وجنتيها، وظهر وجهها مشرقًا للمرة الأولى منذ ساعتين !

لهذه الدرجة تذيب الابتسامة أكوام البؤس، كفعل الملح في الجليد. تذكرت شقيقي الأصغر حين قال لي مرة : انظر لصور الناس في العشرينات والثلاثينات الميلادية ستجد أن ملامحهم جادة، ليس لأنهم يكرهون التبسّم بل لأنهم يعلمون أن هذه الالتقاطة هي الوحيدة في هذه اللحظة ولا مجال للتعديل، لذلك ابتسم دومًا حين يلتقط أحدهم صورة لك، ففرص التعديل كثيرة.

حكيييم يا شيخ !

في الصورة: جودي فوستر في العاشرة