2022-06-02 20:39:26
[توجيه لطلاب العلم وطالباته حول أمر الأخلاق الحسنة والحكمة في تعاملهم فيما بينهم ومع حديثي العهد بالاستقامة وعامة المسلمين بل حتى مع الكافرين والحيوان البهيم]
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
اعلموا وفقني الله وإياكم أن في مجتمع السلفيين يوجد من هو حسن الأخلاق طيب المعشر والكلام والنصح، ويوجد من هو ليس بذاك لاختلافات كثيرة لكن هكذا هو الحال؛ كلنا فينا ضعف ونخطيء ونصيب ونذهل ونغفل وننسى -تجاوز الله عنا جميعا-، وكلما قلّ العلم وإدراكُه حصل عدم الوعي وكيفية التعامل السليم وكيفية احتواء الغير من مبتدأة الطلاب أو الطالبات أومن وقع في خطأ في اجتهاد أو زلل وكان ماشياً على الخط السلفي أو مريداً متلمساً له، فمن قلّ علمه وكان في بدايات الطريق تقع منه مثل هذه الأمور؛ ربما يحصل منه جفاءٌ وغلظة وشدة وقسوة ونظرة إسقاطية أو استقصائية، ونفّر الناس بمثل هذا الجهل -إلا من رحم الله وعصم-.
فعلى من بدر تجاهه بعض هذه الأمور من إخوانه أو أخواتها ألا ينصدم ولا تنصدمي، ولاتبأس ولا تبأسي ولا تيأس ولاتيأسي فننظر للأمور بظلمة حالكة ونفقد الأمل أو الخير في أنفسنا وفي شبابنا وطلابنا فقد صح في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم (من قال هلك الناس فهو أهلكهم) ذلك لأنه قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين) ، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مثل أمتي كالغيث).
ولذا من مشى على خط السنة من الناس بصدق ورغبة في الحق، ومشى على توحيد الله ولا يكابر ولا يتكبر إن أخطأ أوزل رجع إلى الله وتاب واستقام واجتهد في سيره، وإن نوصح ونُبّه رجع ، وإن خالف أناب ولم يصر على مخالفته ومشى على نهج قوله سبحانه وتعالى {والذين إذا فعلوا فاحشة أوظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون} فهذا يكون من خير الناس وأفضلهم، فإن أهلَ السنة المحضة وأهلَ التقوى منهم من خير أهل الملة، فعلى ضوء هذا ينبغي أن تكون نظرتنا وعقيدتنا تجاه أهل السنة المحضة. وهذا لايعني مطلقاً السكوت عن الأخطاء والمخالفات، بل نناصح أنفسنا، ونكون مرآة لبعضنا ونسدد ونقارب ونعالج وندواي وندعو الله بصلاح الجميع مع صدق النوايا له سبحانه وتعالى في كل ذلك، فتجتمع بذلك الكلمة وتأتلف القلوب على الحق ونكون إخوة في الله كما أمرنا الله.
وههنا تنبيه!: نعم قد نجد بعض الناس يتستر باسم السنة وأهلها لأغراض ونزوات وشهوات وفتن وشهرة ووووإلخ من أنواع الأهواء، لكن هذا مهما طال الزمان يكشفه الله ويقصمه إلم يرد له هدايةً وتوبة -نسأل الله العافية-، فهذا الصنف لا يمثل السنة ولا أهلها مطلقاً، فهذا بعد التيقن من حاله وشأنه يناصح فإن استجاب فبها والحمد لله وإلا حُذر منه كل تحذير ونبه عليه ولاكرامة.
فهذه أمور ونقاط مهمة لابد من التنبه والتنبيه عليها فالسنة سعادة ونعمة ومنة من الله عظيمة نحمد الله عليها ،ونسأله الثبات عليها، وأن يجعلنا عليها مجتمعين متحابين ثابتين حتى يوم لقائه وهو راض عنا بعفوه وفضله وكرمه.
فعلى طلاب العلم في هذه البلاد وغيرها الاجتهاد في طلب العلم النافع والصدق مع الله في ذلك وتحصيله على منهج السلف الصالح في الاعتقاد والتوحيد وفرائض الدين الواجبة ومايستحب منه على سبيل التدرج والترفق والتؤدة والصبر والمصابرة، مع البعد التام عن التعالم والتصدر والجهل، مع تعلم حسن الأخلاق في التعامل مع إخوانه رفقاء الطلب ومع عامة المسلمين ليتعلم الجميع كيف نتعامل معهم، ونحذر أشد الحذر أن نكون سبباً -بسوء الأخلاق والطباع- في الصد عن سبيل الله ودينه والحق الذي نسير عليه، ولنكن مفاتيح خير لامغاليق له ومغاليق شر لا مفاتيح له ومعادن طيبة نافعة نافعة لعباد الله وخلقه كما أخبر الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-، بهذا نكون حقيقةً طلابَ علم لا أدعياءه وورّاث خيرٍ لخير ميراث نبوة على الإطلاق كما جاء الأثر، فعلينا التنبه واليقظة وسؤال الله العافية والسلامة.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
وكتبه:
نزار بن هاشم العبّاس
٣/ ١٤٤٣/١١
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
815 viewsedited 17:39