2022-01-28 16:51:24
[نصيحة للمبتدئين من طلاب العلم في بلاد السودان وغيرها]
حافظوا على الأعمار والأزمان بتعلم علم الأكابر والمعروفين من مشيخة السنة من طلابهم.
لكن (أنتن وأنتم ياأهل السودان) - إلا من رحم الله وعصم ولطف به- لماذا التنقل والقفز من هنا وهنالك؟ وعدم الاستمرار على منوال واحد؟ وقد بُيّن لكم طريقُ العلم وأهلُه السلفيون وعلومُهم ومتونُ ذلك، ونُبهتم على التدرج وكيفية المنهجية في سلم العلم بصورة واضحة كالشمس في وضح النهار، وكُرر ذلك وأُعيد كتابةً وصوتاً وسراً وجهراً ومع ذلك تسألون وتسألون وتسألون كأنكم لم تُعلّموا وتُنبّهوا!؟ وقد نُبهتم ونُصحتم.
وتتكلمون أكثرَ مما تطلبون العلم الموضح لكم و الذي نُصحتم به، وكل يوم في واد جديد؛ ولم تعرفوا حقيقة أول واديكم و(أوديتكم ).
تتسارعون إلى الكلام والتصدر والترؤس وتتهالكون حول ذلك (فانتبهوا وانتبهن!) من أودية الهلاك والضياع والتعالم والتصدر، وراقبوا الله واخلصوا له النية، واتعظوا واعتبروا بمن هلك وضل وكان من قبل في زمرة وصف السلفيين لكنه خالف المنهج المعهود في الطلب والتحصيل والاتباع على منهج السلف الصالح، فانقلب أمرُه جهلاً وضياعاً واعتداءً وعدواناً على أهل السنة -نسأل الله العافية والسلامة-.
تجد الواحد أخذ في طلب العلم (وياليته اتبع منهج العلم الصحيح !!!) عدة أيام وأشهر فتجده فجأة: يكتب ويؤصل ويُنظّر ويأتي بالعجائب والغرائب في مواقع التواصل والتدابر والاجتماع والتناحر، مع تعمّق وتشدّق في الكلام والألفاظ ومخارج حروف كلامه، فعجباً عجباً !!!ما أصغرَ العقول! وماتلك الهمم التي تحملهم وتجرفهم معها أمواج الجهل بعيداً عن حقيقة العلم والإخلاص والرفق والترفق!
قال السالف: "تفقهوا قبل أن تسودوا" وهم يريدون أن يكونوا رؤوساً قبل صلاحِ رؤوسهم ونضجها وإدراك عقولهم فإلى أين هم سائرون؟؟!!! بلا وعي ولا هضم ولا فقه لعلم وتنبيه وتوجيه كُرر لهم مراراً، بل تراهم يتفلتون تفلّت المحبوس من الطير عن أقفاصها إن فتحت لهم أبوابها يتفرقون في جو الهواء والسماء هنا وهناك فتنقض عليهم سباع السماء خطفاً وقتلاً وإهلاكاً وأكلاً ،ففرحوا بأسهل صيد وأطوعه.
وهكذا من أراد العلم بعيداً عن طريق العلم الصحيح تتخطفه أهواءُ نفسه (من رياء وحب شهرة ورياسة وتنظير) وأحزابُ الضلال والانحراف فيكون -إلم يسلمه ربه- من الضالين الغاوين أو مرضى النفوس والعقول نسأل الله العافية.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
وكتبه:
نزار بن هاشم العبّاس
٢٤/ جمادى الثاني/ ١٤٤٣
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
1.0K views13:51