2022-12-11 12:19:52
إعلان وجوب جهاد التبيين من قِبَل سماحة السيد القائد، بعد أربعين سنة من تبليغ الدين في تاريخ الثورة، ينمّ عن عدم نجاحنا في تبليغ وتعليم الدين
ما هي أوجه الشبه بين ظهور الإمام الحجة(عج) ومبعث النبي(ص)؟
#تاريخ_البعثة_وعصر_الظهور | الفصل الثاني ــ (المحاضرة1)
إحدى دلالات وجوب جهاد التبيين هي أنّنا لم نقم بتبليغ الدين وتعليمه جيدا
نحن نعاني من نقاط ضعف في تبليغ الدين، علينا أن نعالجها
في البداية وقبل بدأ الحديث، بودّي أن أنبّه على نقطة تفسح لنا المجال في الحديث أكثر من العام. في حوارنا في العام الماضي كنت أتكلم باحتياط كثير، لأن بعض جوانب الحديث قد يثير استغراب البعض، ولكن بودّي في هذا العام أن أضع بعض هذا الاحتياط جانبًا، وذلك بسبب النقطة التي أريد أن أنبه عليها في بداية الحديث.
لقد عبّر سماحة السيد القائد عن جهاد التبيين بوصفه واجبا عينيا وفوريّا، يعني يجب علينا جميعا أن نُجهِد أنفسنا من أجل التبيين، تبيين قضايا الثورة وكذلك تبيين أصل الدين وهما مترابطان. إحدى دلالات وجوب جهاد التبيين، هي أننا كنا ضعيفين في تبيين الدين.
ماذا نعني من قولنا «كنا ضعيفين في تبيين الدين»؟ نحن طلاب وعلماء الدين نتكلم في جميع الفضائيات، والدروس الدينية مثبّتة في مناهج مدارسنا وكذلك دروس المعارف مثبّتة في مناهج الجامعات! حَسَنًا ولكن من المؤكّد أنّ مستوى جميع هذه الدروس كان ضعيفا. لذلك أيّ طالب دين مثلي إذا أراد أن يبيّن الدين، فلنحتمل أنّه من الضعفاء أيضا ويعاني هو أيضا من ضعف في تبيين الدين.
نحن نتكلم عن الدين منذ أربعين سنة، وبعد اللتي واللتيا وصلنا إلى وجوب جهاد التبيين! فماذا كنا نفعل قبل هذا يا ترى؟ ليس بالضرورة أننا كنا نقول كلاما باطلا، ولكن من المؤكد أن الحديث الذي جرى على ألسننا لم يكن ذات أولويّة. يبدو أن كلامنا كان بلا موضوعية ومصداقية، ولكنه كان صحيحًا ومُلهِيا.
إنّ في ميسور المبلّغ الديني ومعلّم الدين أن يُلهي الناس بفنّه وبالكلام الجيّد الصحيح الذي أبعد ما يكون عن الفائدة والموضوعيّة. ولکن لابد أن نرى إلى أي نتيجة قد انتهى هذا الخطاب وماذا أحدث من تغيير؟ لقد آل أمرنا بعد أربعين سنة إلى جهاد التبيين! فلو كنّا قد بينّا جيدا لانتفت الحاجة، ولواصلنا عَمَلنا عبر التبليغ والتبيين العاديّين لا جهاد التبيين! مثلا لو قال سماحة السيد القائد: «نحن بحاجة إلى تحوّل في مجال الشعر» فهذا يعني أن مستوى شعرنا الآن ليس بجيّد.
لقد صرّح السيد القائد قبل حوالي ستة أشهر، بأن مستوانا التبليغي والدعائي من حيث الكم والكيف ضعيف. وقد يكون التبليغ هذا في المجال السياسي أو في الموضوعات الدينية. طبعا في ما إذا تحسّنت كيفية التبليغ ازدادت كمّيتها أيضا. يعني إذا سُمِعَت الكلمةُ الجيدة، فسوف يُكَرّرها الجميع، وتزداد كميتها بالطبع.
نحن الآن بصدد تكملة بحوث العام الماضي، مع افتراض أنه كان لدينا بعض الضعف في تبيين الدين. أنا معنيّ في أن أفكّر بنقاط ضعف عملي وأدائي، فلابد أن أرى مثلا أي آية كان ينبغي أن أقف عندها أكثر ولم أفعل!
إن كان فينا ضعف في تبليغ الدين وتبيينه، بحيث أدى ذلك إلى وجوب جهاد التبيين، وإذا كان جزء من هذا الضعف عائدا إلى أسلوب تبليغ الدين وتبيينه، فلابد أن نشخّص هذا الضعف ونعالجه. لعله يلزمنا أن نؤسس أدبيات جديدة وخطاب جديد، ولعل من الضروري أن ننظر من زوايا جديدة، ولعلّه يجب أن نخطّئ بعض الأساليب المتعارفة ونحكم عليها بالبطلان.
أنا لست بصدد انتقاد المبلغين الأعزاء ومعلمي الدين، ولا أريد أن أثير جدلا تجاههم، ولكن المحصلة والنتيجة النهائية العائدة من كل هذا الكم من الخطاب الديني في مجتمعنا، هو أن صنوف الأفكار العلمانيّة هي السائدة في أوساط المجتمع وقد غزت أذهان غير قليل من أبناء الشعب. فلا محالة أننا لم نكن صائبين في التبيين ولابد أن نعالج هذا المنحى الخاطئ.
سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ برنامج عند السحر في قناة أفق الإيرانية
أسحار شهر رمضان عام 1443
@PanahianAR
2.1K views09:19