2022-10-09 15:54:39
#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة2) القسم الثالث
حين نلمس موازين العزّة سنعرف لأيِّ ألوان من الذُلّ والهوان رضخنا إلى الآن؟!
يكون الإنسان عزيزًا إذا كان منيعًا
أتتصوّر أنّ الإمام صاحب الزمان، أرواحنا له الفداء، إذا ظهر سيخطب في الناس كلّ حين؟ وهل فعلَ رسول الله(ص) هذا في زمانه يا ترى؟! كلا، فالإمام المهدي، أرواحنا له الفداء، لن يلقي الكثير من دروس العرفان والأخلاق، بل سيحوّل «هيهات منّا الذلّة» للبشر من حالة الشعار إلى حقيقة عامّة قائمة؛ أي سيحقّق "إلغاء الذُلّ أمام الطواغيت" على أرض الواقع. وماذا سيحصل عندها؟ سيحصل ازدهار. اِعمَل أنت فقط على إيجاد هذه العزّة للإنسان، وعلى إلغاء ذُلّه أمام الطواغيت وما سوى الله، وأزل إمكانيّة إذلاله، وسترى كيف سيزدهر الناس بشكل تلقائيّ.
على أنّ المشكلة لا تكمن في الازدهار نفسه، بل في "إزاحة الموانع"، والموانع إنّما تزاح بالعزّة. آلاف الذرائع تُختلق لإذلالنا، هاهنا تكمن المأساة! ونحن بدورنا نأتي بآلاف الحُجَج لنتنازل عن عزّتنا. فحين نلمس موازين العزّة سنعرف لأيّ ألوان من الذُلّ والهوان رضخنا إلى الآن؟!
العزّة هي القضيّة الرئيسة في حياة الإنسان، وإنّه لهذا المفهوم استُشهد الإمام أبو عبد الله الحسين(ع). لقد شَيَّد أبو عبد الله الحسين(ع) ملحمة كربلاء على مفهوم بارز رفيع، ولأجل هذا بقيتْ هذه الملحمة محورًا على مرّ التاريخ، من أوّله إلى آخره، ولا ينبغي أن نمرّ عليها مرور الكرام.
بالمعنى اللغويّ أيضًا تعطي العزّةُ معنى الاستقلاليّة. فهل العزيز هو الكريم والمحترم يا ترى؟ كلا، المعنى الدقيق للعزيز هو المنيع أو الممتنع الذي لا يغلبه شيء. ولقد ذكرتُ ليلة الأمس أنّ أهمّ مَكمَن لعزّة الإنسان استقلاليّتُه. فكيف يكتسب المرء العزّة؟ يكتسبها حين يكون منيعًا عصيًّا على النفوذ إليه. وهل تمتلك أنت في داخلك ما يؤهّلك لإدارة ذاتك إذا كنتَ مقاومًا لنفوذ الأشياء إليك؟ أجل، فلو عثرتَ على قلعة منيعة، كتلك القلاع القديمة مثلًا، لوجدت داخلها بئرًا، بل وبعض إمكانيّات الزراعة أيضًا؛ أي إنّها تؤَمِّن في داخلها احتياجاتها إلى حد كبير لتكون قادرة على الصمود أمام العدو.
الشخص العزيز، هو الشخص المستقل! ولهذا فإنّ رُكن العزّة الركين هو الاستقلاليّة. ولكي أُعطي العزّة حقَّها في التوضيح سأبتعد عنها، ولأنّي أخشى أن نبالغ في الخوض في عموميّات هذا المفهوم، أرى أن نتحوّل إلى مفهوم الاستقلاليّة، فهو يكشف لنا الجزء المفتاحيّ والجوهريّ من العزّة.
لاحظوا إلى أيّ مدًى إسلامُنا العزيز الأصيل مُتَّهَمًا! وإنّ إحدى الأمور التي سأنجزها في هذه المحاضرات حتى آخرِها هي محاولة إنقاذ هذا الدين من غربته والردّ على التُهَم المُلصَقة به والعالقة إلى الآن في أذهان الكثيرين، بل إن الكثير من المتديّنين أيضًا قبلوا الدين بهذه التهم! أي إنّ منطقهم هو: "أجل، إنّ هذه التُهَم واردة، لكن لا بأس!" في حين أنّ هذه التُهَم ليست ورادة، فلِمَ تُقِرّون هكذا بمثل هذه الانطباعات الخاطئة عن الدين؟! ومن ناحية أخرى، حين يحاول المرء إزالة انطباع خاطئ متفشٍّ في المجتمع ترتفع أصوات الشجب والاستنكار من الكثيرين. ولذا يتوجّب على المرء توخّي الحذر الشديد لدى الخوض في هذا الكلام!
سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ كلية الإمام علي(ع) الحربية ــ موكب "ميثاق با شهدا" (العهد مع الشهداء)
01/ محرم/1443
اقرأ النص الكامل هنا:
arabic.bayanmanavi.ir/post/1597
المحاضرة
1
@PanahianAR
981 views12:54