2022-09-26 10:19:04
#تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة2)
إذا ألغى فردٌ أو مجتمعٌ عزّته فلا يعود عرضُ الدين عليه ممكنًا
الطاغوت والاستكبار يذهبان بعزّة الناس
ذكرنا في المجلس السابق أنّ خطاب عاشوراء الأساسي هو التأكيد على العزّة؛ بَذْلُ النفس صَونًا للعزّة، وفداء الأصحابِ الحسينَ(ع) بأنفسهم حفظًا لعزّة الإمام(ع)، وتضحية الإمام(ع) بنفسه لئلّا يرضخ للذُلّ. هناك اختلاف دقيق بين الظلم والذلّة؛ فالإنسان لا يرضخ للذُلّ أبدًا، لكنّه قد يتحمّل الظُلامة – أحيانًا - لبعض المصالح. فالعزّة شيء سامٍ للغاية.
والعزّة أعلى قيمة إنسانيّة إذا ألغاها امرُؤٌ أو مجتمع من قاموسه لن يعود بالإمكان عَرضُ الدين عليه؛ العديد من أجزاء الدين الأساسيّة لن تعود تنفع هذا الفرد أو المجتمع، لأن أكثر أجزاء الدين الأساسيّة تهدف إلى حفظ هذه العزّة. فحين يُفرّط مجتمع بعزّته، أو عندما لا يحسب امرؤ لعزّته حسابًا فهذا يعني أنّه مُستعِدّ لأن يكون عبدًا، ويصبح ذليلًا، وإنّه سيكون عبدًا لغير الله!
إنّ فرعون يستخفّ قومَه ويُذلّهم كي يجعلهم مطيّته؛ قال تعالى: «فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوه» (الزخرف/ الآية54). وإنّ حَثَّ الله عز وجل الناسَ على اجتناب الطاغوت في قوله: «أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت» (النحل/ الآية36) هو لأنّ الطاغوت يطغى ويجرّدك من عزّتك.
وإليكم المثال الآتي: يستقطب الاستكبار العالمي والصهاينة في العالم الكثير من علماء العالم ونُخَبه ويُغدِقون عليهم الأموال أيضًا، لكن بنظرة عامّة نعرف أنّهم ذلّوهم وجعلوهم عبيدًا متعلّمين ومُرَفّهين للنظام السلطوي؛ فلا يحقّ لهم أزيد من مساحة ضيّقة من الاعتراض، أو أخذ القرارات، أو التأثير على ساسة العالم الكبار. بالطبع قد يولونهم الحدّ الأدنى من الاحترام، بالضبط كالكبش الذي يربَّى ليجهَّز للذبح، فيقدَّم له في هذه المدّة علف جيّد، إذ لا بدّ أن يَسمن ويكنز لحمًا غزيرًا.
وهنا تحديدًا يكتسب المرء رؤية أدقّ إلى العزّة. فما هي مقادير العزّة وموازينها يا ترى؟ تعسًا للعالِم الذي يضع علمه في خدمة الصهاينة فيَجنون هم الأموال والإيرادات الرئيسة التي يعطيها هذا العلم، فيتسلّطون بواسطته على البشر وينهبون خيراتهم، ولا يستطيع هذا العالم التعيس الاعتراض والقول: ألا إنّكم تستعملون علمي أنا، فلماذا تقتلون البشر؟! لماذا تنهبون خيرات الشعوب؟! إنه لا يستطيع، بل لا يحقّ له قول هذا!
يجب أن ننظر إلى موضوع العزّة بعمق، وأن نحدّد موازين العزّة لكلّ إنسان. فالله عزّ وجلّ يناقش الناس في القرآن الكريم حول موضوع العزّة؛ كقوله تعالى: «أَيَبتَغُونَ عِندَهُمُ العِزَّة» (النساء/ الآية39)؛ أيطلبون العزّة من الكافرين؟! إنهم يبادلونك بابتسامة، ويولونك بعض الاهتمام، لكنّ العزّة التي تظنّ أنّها عندهم ليست في الحقيقة عزّة!
سماحة الشيخ بناهيان
طهران ــ كلية الإمام علي(ع) الحربية ــ موكب "ميثاق با شهدا" (العهد مع الشهداء)
01/ محرم/1443
اقرأ النص الكامل هنا:
arabic.bayanmanavi.ir/post/1597
المحاضرة
1
@PanahianAR
886 views07:19